حصن أوروبا:
حقوق الإنسان للمهاجرين في دائرة الخطرنظّمت محامون من أجل العدالة في ليبيا يوم الثلاثاء في 26 سبتمبر 2017، وبالتعاون مع مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، حدثاً جانبياً تحت عنوان حصن أوروبا: حقوق الإنسان للمهاجرين في دائرة الخطر. عقد اللقاء خلال الدورة العادية السادسة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بهدف تسليط الضوء على دور الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في معالجة أزمة المهاجرين، والتهديد الذي تشكّله السياسات الاوروبية المتعلّقة بالهجرة على حقوق الإنسان للمهاجرين. وقد شكل الوضع في ليبيا محور التركيز في النقاش نظرا للانتهاكات المرتكبة ضدّ المهاجرين ، والتزام الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مع ليبيا بشأن هذه القضية.
كان المتحدثون في الحدث كلّ من كونور كيني، وهو من الأطباء المنتمون إلى منظمة أطباء بلا حدود؛ وإلهام السعودي، مدير منظمة محامون من أجل العدالة في ليبيا؛ وماتيو دي بيليس، الباحث في المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى؛ وطارق بن رمضان، الباحث والممثّل لائتلاف المنظمات الليبية لحقوق الإنسان. وقد ترأّس الحدث ماسيمو فريغو، المستشار القانوني للبرنامج الأوروبي في اللجنة الدولية للحقوقيين.
تخلل اللقاء مناقشة بين المتحدّثين المشاركين، أصدروا على أثرها توصيات إلى الاتحاد الأوروبي، والدول الأعضاء فيه، وليبيا، ومجلس حقوق الإنسان لضمان تحقيق المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب ضدّ آلاف المهاجرين، وتشمل التعذيب، والعمل القسري، والعنف الجنسي.
تناول طارق بن رمضان وضع المهاجرين في مراكز احتجاز المهاج رينفي ليبيا، ووصف الظروف السيئة التي يقبعون فيها. يعاني المهاجرون المحتجزون من تسرب مياه الصرف الصحي باستمرار داخل اماكن الاحتجاز كما يعانون من سوء التغذية نظراً لكميات الطعام التي بالكاد تكفي و التي يتمّ تزويدهم بها مرتين في اليوم. كما يتعرض المهاجرون المحتجزون أيضاً للضرب على يد حرّاس السجن، وقد وثقت حالات تمت فيها محاولة اغتصاب المهاجرات الإناث. طالب رمضان الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الداعمة لمراكز الاحتجاز الليبية مراقبة الأوضاع حتى تضمن أنّ الدعم الذي تقدّمه لا يستخدم بنية تعزيز انتهاكات حقوق الإنسان ضدّ المهاجرين، لا سيما عند تمويل مراكز الاحتجاز الكائنة في ليبيا.
من جهته، تحدث كونور كيني عن تجربته وعمّا شهده خلال رحلاته على متن قوارب الإنقاذ في البحر المتوسط فوصف معاناة المهاجرين الذين حاولوا الفرار من ليبيا، وقد بدت على المهاجرين الذين تمّ إنقاذهم من البحر آثار تعرّضهم لأبشع أنواع التعذيب. كما توقف كيني عند شهادات مهاجرين قام بإسعافهم وأشار إلى أن المهاجرين "يباعون في أسواق الرقيق بناءً على مواصفات أجسادهم.
و اضاء ماتيو دي بيليس على التحرّكات الأخيرة التي قادتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من أجل معالجة أزمة الهجرة في منطقة المتوسّط و لا سيما من خلال التعاون مع خفر السواحل الليبية و غيره من الجهات الفاعلة لوقف تدفق المهاجرين من عبور وسط البحر الابيض المتوسط . كما أشار إلى ان العمل الانساني للمنظمات غير الحكومية التي تعمل على إنقاذ المهاجرين في البحر يتم عرقلتها من قبل الدول الاوروبية. وأصرّ على أن هذه الخطوات ينتج عنها محاصرة مئات الالاف من المهاجرين في ليبيا حيث يتعرضون لانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الانسان و دعى ليبيا الى الغاء نظام الاحتجاز التلقائي الحالي و دعى الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي إلى ضمان طرق أمنة للاجئين و طالبي اللجوء و المهاجرين للسماح لهم بمغادرة ليبيا.
وأخيراً، أشارت إلهام السعودي إلى الحاجة الملحّة لتطبيق المساءلة الجنائية في ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة بحق المهاجرين. وطالبت مجلس حقوق الإنسان أن ينشئ آلية رصد مستقلة من أجل تحديد هويات المسؤولين عن الانتهاكات وعن أعمال الإساءة الأخرى، مصرةً على ضرورة مراجعة مذكرة التفاهم الموقعة بين ليبيا وإيطاليا. وأكّدت السعودي بقولها: "خلافاً لما اعتدناه، في الحالات التي قمنا بتوثيقها، تمثل ليبيا "عامل دفع" يحث المهاجرين على الرحيل من ليبيا إلى أوروبا ولم يعد السبب يعزى إلى عامل الجذب المزعوم والمتمثل بالسعي لبناء حياة أفضل في أوروبا."