"محامون من أجل العدالة في ليبيا" تتقدّم بأحرّ التعازي لليبيا ولعائلة الناشطة الحقوقية سلوى بوقعيقيص إثر عملية اغتيالها المروّعة
أعربت منظمة "محامون من أجل العدالة في ليبيا" عن أساها الشديد لخبر اغتيال المحامية والناشطة الحقوقية سلوى بوقعيقيص يوم الأربعاء الموافق 25 يونيو 2014. ويمثّل اغتيالها خسارةً كبرى لصوتٍ قويّ في مسيرة النضال من أجل المساواة، فقد كانت من المدافعات بشدة عن حقوق المرأة طيلة حياتها. تتقدّم منظمة "محامون من أجل العدالة في ليبيا" بخالص تعازيها لعائلة الفقيدة وأحبائها.
وقد تعرضت السيّدة بوقعيقيص لعملية اعتداء مساء أمس الأربعاء على يد خمسة مسلّحين هاجموها في منزلها. ورغم الهروع بها على الفور إلى مركز بنغازي الطبي، إلاّ أنها توفيت في المستشفى بعد وصولها بقليل متأثرةً بإصابتها. وكانت قد نُشرت لها صور في وقتٍ سابق من اليوم نفسه وهي تدلي بصوتها في الانتخابات التشريعية. كما ظهرت في فترة ما بعد الظهر عبر محطة النبأ التلفزيونية حيث تحدّثت عن تدهور الوضع الأمني في بنغازي. هذا وأفادت التقارير عن اختفاء زوجها الذي كان في المنزل لحظة الحادثة، ما يقترح أنه من الأرجح أن يكون قد اختطف على أيدي المعتدين.
وتعدّ السيّدة بوقعيقيص من أبرز الناشطين في انتفاضة 17 فبراير، وشغلت قبل وفاتها منصب نائب الرئيس للهيئة التحضيرية للحوار الوطني. كما كانت من المدافعات المتحمّسات عن حقوق المرأة في ليبيا، مما سبّب لها خلافاتٍ مع آراء المتشدّدين والإسلاميين المتطرّفين.
في هذا السياق، أكّدت مدير منظمة "محامون من أجل العدالة في ليبيا"، إلهام السعودي بقولها: "لقد كانت سلوى مصدر إلهام بالنسبة إلينا نحن المحامون والناشطون، وللنساء جميعاً. لطالما كنّا نقدّر لها دعمها لعمل منظمة "محامون من أجل العدالة في ليبيا" وسوف نتذكرها في كلّ أعمالنا المستقبلية لنحرص بأي وسيلة ممكنة على أن تُكّرم ذكراها، وكفاحها الدائم عن حقوق الإنسان والمصالحة. بخسارتها، لم تعد ليبيا كما كانت عليه. الله يرحمها."
تشكّل الاعتداءات العنيفة التي ترتكبها الجهات المسلّحة غير المنتمية للدولة على الناشطين والحقوقيين ممارسةً متكرّرةً منذ نهاية الثورة. ويأتي اغتيال سلوى بوقعيقيص ليمثّل دلالةً أخرى على تردّي الحق في حرية التعبير وحقوق المرأة في ليبيا. ولم تنجح الدولة الليبية في السابق في الاستجابة لهذا النوع من الاعتداءات.
تعبّر منظمة "محامون من أجل العدالة في ليبيا" عن تخوّفها من عدم التحرّك هذا وتناشد الدولة التحقيق في هذه الجرائم وإخضاع مرتكبيها للمحاسبة. وقد أضافت السعودي: "أثبتت سلوى بوقعيقيص في الساعات الأخيرة السابقة لوفاتها، عندما التقطت لها الصور وهي تدلي بصوتها، أنها تؤمن بدولة ليبية ديمقراطية. وعلى الدولة أن تظهر لها التزاماً مماثلاً فتضمن محاسبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات. فطالما أنّ مرتكبي هذه الجرائم النكراء يتمتعون بالحصانة، لن تتوقف أعمال العنف في ليبيا."